يعتبر ضريح النبي عمران عليه السلام في صلالة بمحافظة ظفار أطول القبور في العالم إذ يبلغ طوله 30 متراً، ويصل عرضه إلى حوالي 80 سنتيمتراً ، وقد أقيم بناء طويل لهذا القبر وأحيط بعناية شديدة وأصبح مزاراً للقادمين إلى صلالة والمقيمين فيها.
وتشير المعتقدات الشعبية إلى أن جميع الأضرحة القديمة الموجودة في المنطقة هي لأنبياء ورجال صالحين، فمن المعروف أن ظفار كانت تسمى قديما بالأحقاف، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم ولهذا السبب لا يستغرب وجود قبور للأنبياء فيها خاصة بعد اكتشاف منطقة اوبار في مطلع عام 1998م حيث أكدت كل الشواهد والأدلة أنها منطقة ارم ذات العماد المذكورة في القرآن الكريم.
وكان قبر النبي عمران في العراء، أما حالياً فقد أصبح داخل بناء خاص يتناسب مع طوله ومجهز بالإضاءة، وأحيط القبر بسور من الألمنيوم من كافة جهاته، كما أحيط بسجاد رسمت عليها صور لمساجد، وكتبت عليها آيات قرآنية، بالإضافة إلى الأقمشة الملونة التي يغلب عليها اللون الأخضر الغامق، وأنشئت حول القبر حديقة جميلة فيها ممرات خاصة تؤدي إلى القبر الذي يوجد إلى جانبه العديد من القبور الأخرى القديمة والطويلة أيضا.
وبالعودة إلى كتب التاريخ فإنه لا يوجد نبي باسم عمران، إلا أن البعض يقول إن المقصود بالنبي عمران هو والد مريم العذراء عليها السلام، وهو الرأي الأرجح، ويستقطب هذا المقام الكثيرين من الزوار بعد الإصلاحات والمباني التي ألحقت به، ومنها بناء مسجد داخل السور الذي يحيط بالضريح القديم. حيث أولت الحكومة اهتماماً كبيراً بهذا المقام وبنت له بناء خاصاً حديثاً وجهزته بكامل المستلزمات اللازمة من إضاءة ومكيفات ونوافذ، ورصف الأرضية بالرخام، وتوظيف من يعتني بهذا المقام الديني، كما ان مبنى الضريح الجديد والمباني المرافقة له محاطة بسور جميل، خاصة وأن الضريح موجود في مدينة صلالة نفسها بالقرب من برج النهضة ويقصده معظم السائحين لمحافظة ظفار خاصة في فصل الخريف والأوربيين في موسم السياحة الشتوية.
ونظراً لأن الضريح كان يوجد قديماً إلى جانب مقبرة أو داخل سورها فإن ديوان البلاط السلطاني بنى مسجداً جميلاً إلى جوار الضريح تقام فيه الصلوات بدلاً من إقامتها في العراء. وكذلك توفرت المرافق الضرورية للمسجد بما يخدم المصلين بصورة اكبر عن السابق.
ومن القصص المتداولة والمتعلقة بالاعتقادات حول هذا الضريح أن من يريد قياس طوله من اتجاهين أي من الأمام إلى الخلف أو بالعكس فإنه سيلاحظ وجود اختلاف في الطول بين القياسين بحوالي ذراع كما يقال!!