تعود تسمية جبل شمس في ولاية الحمراء بالمنطقة الداخلية، لكون الشمس أول ما تشرق وآخر ما تغرب في قمته العالية،و.ينفرد المكان باعتدال درجة الحرارة في فصل الصيف، والبرودة التي تصل إلى درجة التجمد وتساقط الثلوج في فصل الشتاء. ويرتفع جبل شمس ما يقارب 3100 متر عن سطح البحر حوالي 12 ألف قدم، وهذا الارتفاع ساعد على تغير المناخ عن باقي المناطق بالسلطنة إضافة إلى ما ينفرد به من تكوينات جيولوجية ومن أهمها وجود الفالق الصخري العظيم على جانب مسار الطريق الصاعد لقمته والذي يعتبر ثاني أكبر فالق في العالم، وتنمو على الأجزاء المختلفة من الفالق الكثير من الأشجار البرية المختلفة مثل شجرة البوت والعلعلان والزيتون، ونجح الأهالي القاطنون في القرى المتفرقة في هذا الجبل في زراعة بعض أشجار الفاكهة الموسمية مثل التفاح والخوخ والرمان، بيد أنها لم تصل في شهرتها وكثرتها إلى ما يزرع في الجبل الأخضر الذي يتميز هو الآخر بارتفاع 3 آلاف متر فوق سطح الأرض، وتشكل هذه المحاصيل دخلا جيدا للأهالى الى جانب بعض الحرف اليدوية القديمة.
وبات جبل شمس وجهة مرغوبة لدى كثيرمن الزائرين من مواطنين ومن أبناء دول مجلس التعاون الخليجي ومن المقيمين أيضا، أما الأفواج الأوروبية فهي الأخرى تحبذ الوصول إلى جبل شمس بمجرد وجودها في السلطنة في كل مرة ، ناهيكم عن المزارات السياحية القريبة من جبل شمس حيث يمر الزائر إلى ولاية الحمراء بعدد من المواقع الجميلة تتمثل في الحارات القديمة بعدد من القرى إلى جانب مسفاة العبريين التي تتفرد بموقعها الجغرافي الجميل ، وكهف الهوته الذي يستقطب الكثير من الأفواج السياحية طيلة أيام العام ، وبالتالي هناك عدة خيارات لدى الزائر إلى ولاية الحمراء مع وجود أماكن الإيواء في الجهتين الغربية والشرقية من خلال الاستراحات التي تم إنشاؤها خلال السنوات الماضية وكذلك من المتوقع افتتاح أحد المشاريع المماثلة في الفترة المقبلة.قد يتساءل البعض عن خط سير الوصول إلى جبل شمس، لذلك نرشده إلى وجهته من خلال الطريق العام الذي يربط ولاية الحمراء بولايتي بهلا ونزوى حتى الوصول إلى أول دوار ومن ثم الانعطاف يسارا حيث يمكن التزود بالوقود من محطة تعبئة الوقود الموجودة على اليسار من الشارع العام، وكذلك وجود بعض المحلات التجارية والمطاعم وغيرها لشراء بعض مستلزمات الرحلة، ومن ثم مواصلة السير عبر الطريق الداخلي حيث يشاهد المخطط السكني الجديد على يمين ويسار الشارع حتى مقر نادي الحمراء، وكذلك التجمعات السكانية في عقدة الغاف وظهرة العور والجريفات، ومن ثم قرى وادي غول حيث تطل قرية غول الأثرية القديمة على الواحات الزراعية وفي الجهة الاخرى قرية الظويهر المبنية مساكنها بالطراز المعماري الحديث ليتناغم الحديث والقديم في العهد الزاهر الميمون.
وتستهوي الطبيعة الخلابة في جبل شمس الكثير من السياح وهواة تسلق الجبال، ونظرا لكثرة السياحة في هذا الموقع وضعت وزارة السياحة سياجا مقويا يمنع الأشخاص من السقوط إلى الهوة العميقة في أسفل الجبل، كما أن تكوينات التضاريس في جبل شمس أعطت الفرصة لكثير من الباحثين في علوم الجيولوجيا والجغرافيا إلى دراسة التشكيلات الصخرية والمكونات الطبيعة الجبلية في عمان.
والوصول إلى المنطقة السياحية الجميلة التي تبعد عن مركز المدينة بحوالى 40 كيلومترا، ليس صعبا وليس بالضرورة أن يكون بسيارة ذات الدفع الرباعي ولكن يحبذ ذلك نظرا لوجود مسافة 12 كم غير مسفلتة، وسوف يستمتع الزوار في طريقهم إلى الجبل بمشاهدة الفالق الصخري العظيم أو الهوة العظيمة بالإضافة إلى التكوينات الصخرية الجميلة والبيوت الأثرية والواحات الزراعية.
ويقوم مركز ارتحال وتخييم جبل شمس بتوفير كثير من الخدمات للسياح، ويشير مدير المركز فارس الخاطري إلى وجود شاليهات وغرف وخيام عربية ومجالس شعبية مجهزة لاستراحة السياح والزوار، كما يقوم المركز بتنظيم رحلات داخلية إلى الطرق والحارات القديمة والمواقع الأثرية في منطقة الجبل وكذلك بعض المواقع السياحية الأخرى القريبة برفقة مرشد سياحي، إلى جانب توفير ثلاث وجبات غذائية كما يتم تنظيم برامج يومية متنوعة للسياح.
أما المشهد الذي يبقى عالقا في ذهن الزائر لجبل شمس هو تلك اللحظات التي تسترسل فيها أشعة الشمس في يوم مشرق وعند غروبها لمعايشة يوم جميل بين الطبيعة الجبلية، بجانب النحت الصخري والتكوينات الجيولوجية التي أبدعها الخالق جلت قدرته في هذه البيئة الجبلية الفريدة، والمفردات الطبيعية التي تبعث الارتياح في النفس لقضاء يوم هادئ بعيدا عن صخب المدينة وضجيجها، مع حاجة ماسة في هذه الأيام لوسائل التدفئة التقليدية أو الكهربائية المعتادة ليهنأ الزائر بأجواء دافئة وسط أجواء الشتاء القارس.