تتميز السلطنة بمناخ متباين ومتنوع ، الأمر الذي يساعد على خلق بيئة ملائمة للكثير من أنواع الطيور و الحيوانات .. وقد أدى هذا التنوع المناخي في السلطنة إلى أنواع كثيرة من الطيور يصل عددها إلى 460 نوعاً .. بعضها زائر جوال والبعض مقيم مستوطن .. والبعض بتواجد في فصول معينة للتناسل والتكاثر .
ومن أجل الحفاظ على الحياة الفطرية والبيئية للأنواع المتعددة من هذه الطيور ، قامت وزارة البلديات الاقليمية والبيئة وموارد المياه بإنشاء مناطق خاصة للطيور (محميات طبيعية) حيث يمكنها أن تتغذى وتتكاثر فيها بسهولة ، كما قامت بسن عدد من القوانيين التي تمنع التصدير أو المتاجرة بأنواع معينة من الطيور .
ومن الطيور المألوفة في السلطنة طائر اليمام الذي يعيش ويبيض في أحضان النخيل أو الأشجار البرية كالغاف والسمر .. ومنه أنواع عديدة منها (الحقم) .
وهناك طائر الغراب الذي يبني عشه في شهر مارس بين أشجار الغاف ويقتات الفقاريات .. والبلبل الأسود الرأس الذي يبني عشه المستدير في الأشجار ويقتات الحشرات الصغيرة .. أما طائر القمير فيعلق عشه بين أغصان الأشجار الداخلية ويقتات الحشرات والرحيق الذي يحصل عليه من الأزهار مستعملاً منقاره المقوس .. ويبني عصفور المساكن عشه الكبير من الأعشاب ويسعى أسراباً وراء الحبوب .. أما الثرثار العربي فيبني عشه في أعماق السدرة أو السمرة ويقتات بين الأشجار صيفاً بالفقاريات التي يصطادها .
ويفضل توفير المياه في البادية العمانية يوجد عدد كبير من أنواع الطيور مثل الغوص الصغير والواق الكبير والصغير والبط والشقراق حيث تقوم بعبور الصحراء أيام الربيع والخريف .
ويمكن ملاحظة الخطاطيف والسنونو محلقة ساعية وراء الحشرات في الأجواء المرتفعة وفواق شواطئ البحر والأماكن الرطبة .
وهناك الطيور الكبيرة الجارحة ومنها فصيلة العقابيات كصقر العسل ، والحداة ، والعقاب ، والهار ، والصقور ، والنسور مثل نسر العقاب الأبيض والأسود . ويمكن رؤية طائرة الشماط أو العقاب النساري الشبيه بالنسر وهو يغطس في الماء لإلتقاط غذائه من أسماك البحر .. وهناك فصائل من البازيات من بينها الباز الرمادي الأدهم والباز البربري المعروف بالباز المغربي وكلها من الصقور التي تتكاثر محلياً .
وبالإضافة إلى الطيور البرية تتواجد في المياه العمانية مجموعة هائلة من الطيور البحرية أيام الشتاء خاصة بالقرب من الجزيرة مصيرة ، إلا أن معظم الأنواع وأكبر أعداد الطيور تتكاثر أيام الرحلات الموسمية الخريفية والربيعية خاصة في مياه محافظة ظفار أيام الموسم الصيفي .. ومن أشهر الأنواع التي تتواجد بالسلطنة جلم الماء الفارسي والطائر الإستوائي الأحمر المنقار والأطيشي الأزرق الوجه وغاق سقطرى والنورس الأفحم والخرشنة المعرقة والخرشنة الوردية وغيرها ، ويبدأ معظمها في التناسل في شهري مارس وإبريل .
وتعتبر محمية جزر الديمانيات الطبيعية التي تقع شرق ولاية بركاء منطقة حماية طبيعية وذات أهمية وطنية وإقليمية ودولية حيث تنتشر فيها الطيور البحرية التي يعشش الكثير منها على الجزر .. فبحلول الصيف يؤدي وجود آلاف الطيور البحرية إلى تحويل هذه الجزر إلى بانوراما رائعة من الطيور ، ويحتكر خطاف البحر الشامخ الأنف الشجيرات الصغيرة للتعشش ووضع البيض ، في حين تفضل الطيور الإستوائية الحمراء البطن المنحدرات الصخرية البارزة ، بينهما يعشش العقاب النساري خلال فصل الشتاء وقد أدى خلو هذه الجزر من المفترسات مثل الثعالب والقطط والكلاب إلى أن تصبح من أهم مناطق التعشيش للطيور والسلاحف البحرية وأكثرها أمنا .
ومن الظواهر المثيرة للإهتمام ظاهرة الرحلات الموسمية السنوية التي تقوم بها أنواع كثيرة من الطيور من مكان تناسلها والأماكن التي تعيش فيها .. وهذه الظاهرة معروفة في عُمان ، وتشمل على الرحلات المحلية القصيرة بعد التناسل والرحلات الطويلة جداً .. ويعود هذا الأمر إلى أقدم الأزمنة فتستفيد الطيور المهاجرة بإغتنام أفضل الفرص والحصول على أفضل الأماكن للتناسل والتشتي .. فتتناسل في مكان مناسب جداً لكنه ليس مناسباً للبقاء طوال السنة .
وتمر السلطنة أسراب هائلة من الطيور المهاجرة أثناء قيامها بالرحلات الموسمية السنوية بين مكان تناسلها والأماكن التي تقضي الشتاء فيها والمهاجرة من أوروبا وغرب وشرق آسيا ، فقد تم العثور في الباطنة الشمالية في الستينات من هذا القرن على أعداد كبيرة من أنواع البط البري معظمها يظهر في أيام الخريف حيث يبلغ عدد أنواع البط البري المتواجد في السلطنة (15) نوعاً .
ومن أنواع الطيور ما يعرف بالطيور الزائرة وهي التي تزور أجواء السلطنة في فصل الشتاء منها الأوز العراقي والحميراء المزينة والشحرور الأبيض الصدر وغيرها القادمة من الهند وإيران والمناطق القطبية الشمالية . وترجع هجرة هذه الطيور أيام الشتاء إلى قساوة تلك المناطق التي تشتو فيها .
أما الطيور التي تتخذ من السلطنة موطناً للتناسل فيبلغ عددها (115) نوعاً معظمها يتناسل في السلطنة بشكل منتظم .