أثبتت عمليات المسح الجيولوجي التي أجريت على مساحات شاسعة من أرض السلطنة أن طبيعة البلاد الفريدة من نوعها لما تحتويه من ثروات معدنية متنوعة ضمت أجود الأصناف العالمية كما هو حال النحاس والكروم والمنغنيز والذهب والرصاص والفضة .
والسلطنة واحدة من أقدم دول العالم التي عرفت أعمال التنقيب والتعدين منذ نحو خمسة آلاف عام بإستخراج النحاس من وادي الجزي في شمال البلاد ، ويفضل توافر التكنولوجيا المتطورة بالتعاون مع دول عديدة لها خبرات طويلة في هذا المجال شهدت عمليات التنقيب تطوراً كبيراً ومتواصلاً أمكن من خلالها إكتشاف مواقع جديدة ومعادن أخرى لم تكن مكتشفة من قبل
وقد إستخدمت السلطنة كل الوسائل العلمية والبحثية الحديثة بما في ذلك التصوير بالأقمار الصناعية وإعداد الخرائط الجيولوجية وإستخدام الوسائل الجيوفيزيائية كقياس المغناطيسية الأرضية والإشعاع الذري وإستخدام الطائرات المجهزة بأحدث أجهزة الرصد والتصوير في رصد وتحديد مواقع المعادن والصخور الإقتصادية والتكوينات الجيولوجية المختلفة
وأدت عمليات البحث والتنقيب إلى إكتشاف معادن فلزية ورصاص وزنك إلى جانب الذهب والفضة وخصوصاً في منطقة الجبل الأخضر في المنطقة الداخلية كما تم تحليل صخور اللزفينيت الموجودة في مناطق عديدة من شمال السلطنة والتي تبين إحتواؤها على الذهب والفضة وعناصر أخرى ثمينة ، هذا إلى إكتشاف صخور الأفيوليت المشهورة عالمياً والتي تغطي جزءاً كبيراً من سلاسل الجبال العمانية .
ونظراً لإشتهار السلطنة بإستخراج وتصنيع النحاس منذ آلاف السنين تم إنشاء مشروع النحاس في ولاية صحار تحت إشراف الشركة الوطنية للتعدين وذلك لتصنيع وتصدير النحاس الذي يدخل في العديد من الصناعات الحيوية .
ومن المعروف أن مناجم الأصيل والبيضاء وعرجاء تحتوي على كميات كبيرة من النحاس . وتعود أول شحنة تصدير من هذا المعدن إلى العام 1983م ومقدارها 500 طن متري ، وتبلغ نسبة جودته 99.5 بالمائة وهي من أعلى المعدلات في العالم ويجري تصدير قسم كبير من الإنتاج إلى العديد من دول العالم .
أما معدن الكروم فيأتي مباشرة بعد النحاس ويحتل المرتبة الثانية وقد تم إكتشاف نحو 450 موقعاً للكروم تتوزع في العديد من مناطق السلطنة .. ويبلغ الإحتياطي من هذا المعدن نحو مليون طن متري .
وجرى إنشاء شركة الكروم العمانية بمساهمة واسعة من القطاع الخاص لإستخراج الكروم وتصديره ، كما يقوم أيضاً بعملية الإستخراج عدد كبير من المواطنين المدربين على ذلك وتقوم الدولة بشراء كل الإنتاج بأسعار تشجيعية ، مما يساهم في تنشيط الإقتصاد وحث المواطنين على المساهمة بشكل فعلي في عملية إستخراج الثروة المعدنية وتصنيعها وتصديرها .
وتخصص الحكومة ميزانية كبيرة لعمليات المسح الجيولوجي الشامل بعدما ثبت وجود كميات هائلة من المعادن والصخور المختلفة التي تتميز بالجودة .
وفي الوقت الذي يتزايد فيه أعتماد العديد من المصانع والمشروعات العمانية على إستخدام خامات محلية متوفرة تشجع الحكومة القطاع الخاص للدخول إلى مجال التنقيب عن المعادن وإجتذاب المزيد من الإستثمارات خاصة في ظل ما تقوم به المختبرات الحكومية من دور في فحص وتحليل العينات والتحقق من مطابقة المنتجات المصنعة للمواصفات القياسية العمانية ، كما تستعد الحكومة لإصدار لائحة علامة الجودة العمانية وشهادة المطابقة وستكون مميزة للسلع التي تحملها .