حظيت المخطوطات العمانية بشكل خاص والعربية بشكل عام بإهتمام ملحوظ من جانب حكومة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم .. فمنذ مطلع السبعينات سنت القوانين والتشريعات اللازمة لحمايتها على إعتبار أنها ثروة لا تقدر بثمن .
وتم إنشاء دائرة المخطوطات والوثائق بموجب المرسوم السلطاني رقم 12/76 في إبريل 1976 ، وكان الهدف منه جمع المخطوطات العمانية وتصنيفها وفهرستها وتحقيقاً وطباعتها ونشرها .
وتطرق المرسوم السلطاني اللاحق 70/77 الصادر في أكتوبر 1977م ، والخاص بقانون المطبوعات والنشر ، إلى موضوع حماية المخطوطات والحفاظ عليها من التلف والضياع والإنتفاع منها والتعريف بها والتوعية بشأن الحفاظ عليها من أجل إحياء التراث الفكري العماني .
وقد شرعت وزارة التراث القومي والثقافة في جمع المخطوطات العمانية من مختلف مناطق السلطنة وشكلت لجنة مختصة لتعويض الأهالي عن قيمة هذه المخطوطات ، وتمكنت الوزارة خلال الفترة الماضية من جمع (4300) مخطوطة بالإضافة إلى وثائق ومطبوعات عمانية قديمة ونادرة .
ويقدر عدد المخطوطات الموجودة لدى الأهالي بحوالي ثلاثين ألف مخطوطة توجد في العديد من مدن السلطنة مثل : نزوى والرستاق وصحار وسمائل والمضيرب وغيرها .
وتضم دائرة المخطوطات والوثائق بين جنباتها أندر المخطوطات الفقهية (الاباضية) بالإضافة إلى مخطوطات نادرة في الأدب واللغة مثل مخطوطة (الإبانة) لمؤلفها سلمة بن مسلم العوتبي ، مؤلفات حميد بن محمد بن رزيق التاريخية المصورة مثل (الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيدين) و (الشعاع الشائع باللمعان في ذكر أئمة عُمان) من جامعة كامبردج و (سيرة الإمام ناصر بن مرشد اليعربي) لمؤلفه عبدالله بن خلفان بن قيصر الصحاري من مكتبة المتحف البريطاني ، و(كشف الغمة) لمؤلفه سرحان بن سعيد الأزكوي من مكتبة الأسد بدمشق .
كما توجد مجموعة من المخطوطات الشعرية ، مثل : ديوان السيد هلال بن بدر البوسعيدي ، وديوان الغشري وديوان الستالي وديوان النبهاني وديوان البهلاني وديوان الحبسي وديوان ابن عرابة وديوان المعولي وديوان المجيزي . وفي مجال علم الفلك توجد مخطوطات (كشف الأسرار المخفية في علم الأجرام السماوية والرقوم الحرفية) لعمر بن مسعود المنذري ، ومخطوطة (النونية الكبرى) لمؤلفها شهاب الدين أحمد بن ماجد .
ومن أجل الإنتفاع بهذه الثروة الفكرية أنجزت الوزارة تحقيق وطباعة ونشر (600) مطبوعة تناولت مختلف المعارف في الفقه والتاريخ والأدب وغيرها ، وقد عرفت هذه المطبوعات بشكل كبير بمختلف أوجه التراث والحضارة العمانية عن طريق نشرها داخل السلطنة وخارجها بإهداء نسخ منها إلى العديد من المؤسسات العلمية والثقافية أو إقامة معارض داخل السلطنة أو الإشتراك في المعارض العربية والدولية .
والى جانب المخطوطات توجد نسخ من الوثائق الخاصة بعمان والتي تمكنت الوزارة من الحصول عليها من دور الوثائق العالمية مثل : مكتب حكومة الهند ، وسجلات الوثائق العامة بالمملكة المتحدة ودار الوثائق بالولايات المتحدة الأمريكية ، ودار الوثائق الفرنسية ودار الوثائق البرتغالية وأرشيف الوثائق بزنجبار ، والوزارة بصدد إستكمال الحصول على نسخ الوثائق الموجودة في الهند وباكستان والصين وغيرها من دور الوثائق العالمية الأخرى .
إن أقدم مخطوط ظهر في عُمان حتى الآن تحتفظ به دائرة المخطوطات والوثائق يعود إلى القرن السادس الهجري ، والمخطوطات التي ترجع إلى القرون الثلاثة التالية أعدادها قليلة لم تزد هن 40 مخطوطة ، وبدأت الأعداد تتزايد إعتباراً من القرن الحادي عشر إلى القرن الرابع عشر .
يذكر أن جميع تلك المخطوطات كتب باللغة العربية ، ما عدا مخطوطة واحدة كتبت باللغتين العربية والفرنسية ، وقد كتبت تلك المخطوطات على ورق السليلوز المستخرج من الأشجار وكتبت بمواد كربونية أو ببعض المواد مثل العنبر أو ببعض المعادن مثل ماء الذهب وغيرها من المواد المستخدمة في الكتابة القديمة .