إمتدت جهود السلطنة إلى مجالات العناية بالبيئة ، على المستويين الإقليمي والدولي ، من هلال إسهامات متميزة خليجياً وعربياً ودولياً ، ويأتي إقامة المحميات الطبيعية ترجمة واضحة لإهتمام صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم بالبيئة ، وضرورة المحافظة عليها ، حيث أكد جلالته " مع كل ما حققناه من خطوات مهمة في هذا المجال ، نالت بها عُمان مكانة طيبة بين الدول المهتمة بحماية البيئة ، فإنه يجب بذل الجهد ومراعاة الإعتبارات الخاصة بحماية البيئة ، عند تخطيط وتنفيذ المشاريع الإنمائية ، والمضي قدماً في تطوير الصلات القائمة مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية ، فضلاً عن قيام كل مواطن بواجبه ، لما لذلك من أهمية كبرى لحماية مواردنا الطبيعية والصحة العامة ، من تأثيرات ضارة ، والمحافظة على الطبيعة الجميلة والمتميزة التي وهبها الله لعماننا الحبيبة .
محمية السلاحف برأس الحد :
تعد شبة جزيرة رأس الحد ــ وهي جزء من مجموعة شواطئ لتعشيش السلاحف ذات قيمة بيئية وسياحية متميزة ، كون هذه الشواطئ تجتذب أكبر عدد من السلاحف الخضراء (CHELONIA MYDAS) المعششة في السلطنة ، حيث تعشش في هذه المنطقة حوالي 6000 ــ 13000 سلحفاة ، تفد إلى السلطنة من مناطق أخرى بعيدة مثل الخليج العربي ، والبحر الأحمر ، وشواطئ شرق أفريقيا . وقد أعلنت كمحمية طبيعية بتاريخ 23/4/1996م ، بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم 25/96 .
محمية المها العربية :
تعد المحمية الطبيعية ، موطناُ للكثير من أنواع الحياة الفطرية ، بما فيها المها العربية (ORYX LEUCORYX) التي أعيدت إلى موطنها الطبيعي عام 1982 ، وقد أعلنت كأول محمية طبيعية في السلطنة ، بتاريخ 18/1/1994 بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم 4/94 ، إضافة إلى إختيار اليونسكو لها في عام 1994م ، لتصبح ضمن مواقع التراث الطبيعي العالمي.
وقد حظي برنامج إعادة توطين المها برعاية شخصية من لدن جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ، الذي قرر عام 1974 إعادة المها العربية إلى موطنها الأصلي . وفي عام 1980م ، وصلت المجموعة الأولى من الحيوانات إلى السلطنة ، وبعدها بعامين ، تم إطلاق أول قطيع من المها ، حيث جرى إكثارها في الأسر ، لترتع بحرية تامة ، في بيئاتها الطبيعية ، بعد عشر سنوات إنقضت على إبادتها من البراري .
حديقة السليل الطبيعية :
تقع في المنطقة الشرقية في ولاية الكامل والوافي ، وتبلغ مساحتها 220كم2 ، وأعلنت كحديقة طبيعية بتاريخ 28/6/1997 ، بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم 50/97 ، وتغطي غابات السمر معظم أرجاء الحديقة ، ويوجد بها حالياً 45 رأساً من الغزال العربي ، بالإضافة إلى القط البري العماني النادر (السنمار) ، بالإضافة إلى النسر المصري الذي يتواجد بشكل منتظم .
محمية جبل سمحان الطبيعية :
تقع في محافظة ظفار ، وتبلغ مساحتها 4500كم2 ، وأعلنت كمحمية طبيعية بتاريخ 28/6/1997م ، بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم 48/97 ، ويعيش فيها بعض من أهم أنواع الحيوانات البرية النادرة في الجزيرة العربية ، مثل النمر العربي المهدد بالإنقراض نتيجة الأنشطة البشرية غير المرشدة التي تعتبر تهديداً صارخاً للبيئة ، وسيساهم إعلان جبل سمحان محمية طبيعية في حماية هضبة جبل سمحان ، والنباتات والحيوانات التي تعيش عليها .
محمية الجزر الطبيعية : الديمانيات :
محمية جزر الديمانيات الطبيعية عبارة عن أرخبيل يضم تسع جزر ، وتقع شمال محافظة مسقط ، وشرق ولاية بركاء قبالة ساحل ولاية السيب وولاية بركاء ، وتبلغ مساحتها 203كم2 ، وتم إعلانها كمحمية طبيعية بتاريخ 3/4/1996م ، بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم (23/96) . وتعد المحمية مركزاً إقليمياً ودولياً هاماً ، لتكاثر أعداد لاحصر لها أنواع من الطيور المهاجرة والمستوطنة ، بالإضافة إلى أنواع عديدة من المرجان وأسماك الشعاب المرجانية ، وبعض أنواع السلاحف النادرة . وتعد بيئة مثالية لممارسة الرياضات البحرية ، خاصة رياضة الغطس ، حيث يرتادها هواة الغطس من كافة أنحاء العالم .
محميات الأخوار بساحل ظفار :
تقع في محافظة ظفار ، وتتفارت مساحتها من بضعة هكتارات إلى ما يزيد عن مائة هكتار ، وأعلنت كمحميات طبيعية بتاريخ 28/6/1997 ، بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم 49/97 ، ويبلغ عددها ثمان محميات ، وهي : محمية خور المغسيل ، محمية خور الدهاريز ، محمية خور البليد ، محمية خور عوقد ، محميتي خوري القرم الصغير والقرم الكبير ، محمية خور صولي ، محمية خور طاقة ، محمية خور روري .
وتعيش في المحمية مجموعات نباتية وحيوانية متنوعة ، وتعتبر موقعاً هاماً لتكاثر بعض أنواع الطيور النادرة .