تولى السلطان السيد فيصل بن تركي حكم عمان في فترة شهد فيها العالم العربي موجه من إزدياد النفوذ الإستعماري الأوروبي وخاصة البريطاني والفرنسي , حيث إحتلت بريطانيا وفرنسا العديد من أجزاء الوطن العربي أو أصبح تحت نفوذهما , والقليل من الدول افلتت من هذا الغزو الإستعماري ومن بينها عمان , حيث تمكن السيد فيصل بن تركي من أن يسوس دفة الحكم وسط هذه الأنواء كما أولى إهتمامه للوضع الداخلي بهدف تقوية الجبهة الداخلية , ومن أجل ذلك كون جيشاً قوياً جعل قيادته لأخيه فهد الذي قام بأكثر من حملة لتوطيد الأمن في ربوع عمان .
وقد إتسمت سياسية السلطان السيد فيصل بن تركي بالتوازن في علاقة عمان بكل من بريطانيا وفرنسا ففي عام 1894م وافق على إنشاء قنصلية فرنسية في مسقط كما أعطى للفرنسيين إمتيازاً بإنشاء مستودع للفحم في منطقة الجصة في عام 1898م , وعندما علمت بريطانيا بذلك أرسلت اللورد لانس دوان نائب الملك في الهند واللورد سالسبوري وزير الخارجية البريطانية إلى عام 1890م وبعد مقابلتهما للسيد فيصل إنتهى النقاش إلى أن عمان لها الحق في الإرتباط بعلاقات خارجية مع أي دولة من الدول , وأن عمان على إستعداد لعقد معاهدات تجارية وود وصداقة مع بريطانيا , وإستمر حكم السيد فيصل حتى وافته المنية في شهر إكتوبر عام 1913م .