الإمبراطورية العمانية الممتدة من بحيرات إفريقيا الوسطى غرباً حتى مشارف شبه القارة الهندية شرقاً كانت محصلة لجهد فائق قام به رجل موهوب هو السيد سعيد بن سلطان , لذلك كانت وفاته عام 1856م نقطة تحول خطيرة في تاريخ هذه الإمبراطورية العملاقة , حيث إنقسمت إلى دولتين القسم الإفريقي أي زنجبار فقد أصبح تحت سلطة السيد ماجد بن سعيد أما القسم الآسيوي فتولى حكمه السيد ثويني بن سعيد الذي كان ينوب عن والده في حكم عمان منذ عام 1833م .
لقد أضحى لكل من الأخوين نفوذه الكامل على أقليمه , وبمبادرة من ماجد عين محمد بن سالم مبعوثاً للسلطان ثويني لدى أخيه في زنجبار , وقد قام بمحادثات أدت إلى تعهد ماجد بدفع أربعين ألف ريال نمساوي لأخيه ثويني في عمان كتعويض عادل لحاجة ثويني الماسة إلى المال , إلا أن هذا المبلغ لم يستمر بسبب إنخفاض موارد زنجبار لذا سارع ثويني بإصدار إعلان 1856م أكد فيه إنه الحاكم الفعلي والشرعي لجميع ممتلكات عمان بما فيها إقليم زنجبار وتفاقم الصراع بين الأخوين حتى جرد ثويني حملة عسكرية لمواجهة أخيه في زنجبار إلا أن الإدارة البريطانية في الهند أوقفت الحملة ودعت الأخوين إلى عرض المشكلة للتحكيم وإستدعى الأمر تشكيل لجنة تحقيق سنة 1861م ووافق الأخوان على أن تكون توصيات اللجنة ملزمة للطرفين وإنتهت اللجنة إلى قرار بتقسيم الإمبراطورية العمانية إلى جزأين منفصلين آسيوي وإفريقي كما أقرت اللجنة بأن يدفع ماجد المبلغ المتفق عليه لأخيه إضافة إلى الأقساط المتأخرة التي بلغت ثمانين ألف ريال نمساوي .
لقد أضعف هذا القرار من إمكانات عمان التي أصبحت إقليمين منفصلين , وخاصة بعض أن إستولى ماجد على جميع السفن التجارية والحربية التي كانت راسية في زنجبار عشية وفاة والده السيد سعيد والتي تمثل الجزء الأكبر من إمكانات الإمبراطورية العمانية مما أدى إلى تدهور ملحوظ في إمكانات عمان الإقتصادية وخصوصاً أن كثير من التجار إنتقلوا برؤوس أموالهم إلى زنجبار بعد عام 1861م.